تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا بتمديد تفويض قوة حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في إقليم دارفور غربي السودان لمدة عام واحد.
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على صيغة المشروع الذي قدمته بريطانيا بعد مناقشات مطولة للتوصل إلى صيغة توافقية للقرار تحسم الخلاف حول دعوة الاتحاد الأفريقي إلى إرجاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بشان الرئيس السوداني عمر البشير.
وتقول الدول الافريقية ان طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني قد يؤثر سلبا على مساعي تحقيق السلام وان اي تحرك قانوني ينبغي ان يوضع جانبا لمدة عام واحد.
واعتبر نائب السفير الاميركي لدى الامم المتحدة اليخاندرو وولف إن صيغة القرار المتعلقة بالمحكمة الجنائية تبعث برسالة خاطئة إلى البشير و " تضر بجهود تقديمه وآخرين إلى العدالة".
و وفي مناقشات اللحظات الأخيرة أيدت بريطانيا وفرنسا الموقف الأمريكي واكدت ضرورة الفصل بين إجراءات المحكمة الجنائية الدولية ومهمة حفظ السلام في دارفور.
وفي النهاية لم تتضمن الصيغة النهائية للقرار نص التعديل الذي اقترحته جنوب أفريقيا وليبيا نيابة عن الاتحاد الأفريقي بإرجاء إجراءات المحكمة بشان البشير لمدة عام، وكان هذا الاقتراح يحظى بتأييد روسيا والصين.
لكن صيغة القرار تأخذ في الاعتبار البيان الصادر عن القوة المشتركة في 21 يوليو/تموز الماضي بأن توجيه الاتهام رسميا للرئيس البشير يعرض مهمة حفظ السلام في دارفور للخطر.
تقرير
قوات حفظ السلام بدارفور تعاني نقصا في المروحيات
وجاء تصويت مجلس الأمن بعد صدور تقرير، أيدته 36 من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، المجتمع الدولي بعدم توفير المعدات الرئيسية الحيوية اللازمة لمهمة حفظ السلام في دارفور.
جاء ذلك خلال الذكرى السنوية الأولى لصدور قرار نشر قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في المنطقة.
وتقدر الأمم المتحدة ان 5 سنوات من النزاع في دارفور خلفت 300 ألف قتيل وأكثر من مليوني مشرد.
وتقول الخرطوم إن الغرب يبالغ في حديثة عن نطاق أعمال العنف والمعاناة في دارفور لأسباب سياسية.
وتنفي الخرطوم الاتهامات الموجهة لها بأنها تساند ميليشيا الجنجويد العربية المتهمة بارتكاب فظائع ضد السكان الأفارقة في الاقليم.
المروحيات
ويقول التقرير إن المروحيات حيوية من أجل نجاح مهمة حفظ السلام في دارفور ولكن لم تقدم أي دولة مروحية واحدة.
واشار التقرير إلى أن القوى العسكرية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تشارك بالفعل في نزاعات وعمليات حفظ سلام في أماكن أخرى.
غير أن التقرير أشار إلى جمهورية التشيك ورومانيا واسبانيا وأوكرانيا والهند قائلا إن لدى هذه الدول أكثر من 70 نوعا من المروحيات الملائمة لهذه المهمة.
وقال التقرير إن الهجوم على قافلة تابعة لقوة حفظ السلام قبل 3 أسابيع مما أسفر عن مقتل 7 جنود وإصابة 19 يؤكد الحاجة الملحة للمروحيات.
وذكر ان قوات حفظ السلام تفتقد ايضا إلى معدات حيوية أخرى لدرجة أن بعض الجنود يرتدون حقائب بلاستيكية زرقاء على رؤوسهم لعدم وجود الخوذات الزرقاء التابعة للأمم المتحدة.